أسرة كبيرة من أهل بريدة، بل كانوا موجودين في منطقتها قبل أن تتخذ بريدة هذا المسمى الذي أصبح بلدة ذات كيان واحد، إذ كانت منطقة بريدة تتألف من مزارع متفرقة صغيرة حتى في عرف القدماء الذين كانت القرى والمدن في عهودهم صغيرة محدودة المساحة والسكان.
فكانت للسالم محلة خاصة بهم تسمي (جورة السالم) والجورة في لغتهم هي المحلة التي تتألف من مساكن مع ما يتبعها من أرض للزراعة أو لتكون مرافق لها.
وقد بقيت (جورة آل سالم) معروفة حتى بعد أن اتسعت بريدة وصارت مدينة وكانت تتألف من شارع واحد عليه بيوت لآل سالم لا يشاركهم فيها السكنى غيرهم يمتد شمالًا وجنوبًا يغلقه بابان أحدهما شمالي، والآخر جنوبي فكانوا في القديم يغلقون البابين حتى تكون هذه (الجورة) أو المحلة بمثابة البلدة الصغيرة المحصنة.
وعندما كبرت المدينة وكثرت بيوتها وشوارعها وأزقتها وكثر آل سالم خرج أكثرهم من هذه الجورة لأنها ضاقت بهم، ولأنه صار لبريدة سور عام، وقوة تمنع بها من أراد أن يعتدي عليها ولكن بقيت هذه المحلة (الجورة) تعرف بذلك.
وقد أراني والدي حدودها وأنا صغير فكانت تتألف من زقاق وهو الذي يسمونه السوق يبدأ من الجهة الجنوبية من سوق (قبة رشيد) القديم من الشمال ويمتد حتى يتعدى ما يحاذي مسجد ناصر السيف الذي كان يسمى قديمًا (مسجد الجردة) وقد هدم المسجد الآن وهدمت (جورة السالم) وما حولها وأدخل ذلك كله في السوق المركزي لبريدة الذي أصبح سوق الخضرات والتمور ونحوها.
وكانت بقيت بقية منه قبل هدمه بنحو مائة سنة تعرف بدور السالم (دور آل سالم) لدينا من ذلك وثائق عديدة منها هذه: