للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولما عادت أمها إلى مكانها وجدت بقايا عظامها فصرخت الأم وصاحت واستنجدت برجالها ورجال قريتها للحاق بالذئب وقتله فهب عدد من الشباب والرجال وأسرعوا مسلحين يبحثون عن الذئب ويتبعون أثر أقدامه، وساروا خلفه، وبعد ست ساعات من السير المتواصل وجدوا الذئب نائما في ظل شجرة فأطلق عليه حمود الصنيدح من سكان ضراس رصاصة اصابته في مقتل فانقلب الذئب على جنبه الثاني ثم اسرع رجل آخر فأطلق عليه رصاصة أصابته في مقتل ثم أسرع إليه الرجال والشبان واقتربوا منه وفحصوه فتأكدوا أنه قد مات فحملوه معهم على حمار إلى ضراس ووضعوه بين يدي المرأة الثكلى والدة الطفلة التي غدر بها الذئب وأكلها بدافع الجوع، ولكن الرجال لاحقوه في مكانه حيث كان آمنا مطمئنا ليس له عقل يدله على النجاة ويشعره أن أهل الطفلة سوف يأخذون منه الثار وأني للحيوان العقل.

وقد وقعت هذه الحادثة في عام ١٣٥٠ هـ قريبًا والذئب المفترس القتيل يعد. حيوان كبير الجسم له شعر طويل في رقبته يشبه شعر الحصان كما حدثني بذلك أحد الذين لحقوه وقضوا على حياته انتقاما للطفلة البريئة.

الصِّنيع:

من أهل بريدة وضبط اسمهم بكسر الصاد والنون بعدها ثم ياء ساكنة، فعين، على لفظ (صنيع) مثل كبير وصغير وجميل، والصنيع في لغة العامة: الجميل التام الخلق تقول العامة هذا جمل صنيع وناقة صنيع، يستوي فيه المذكر والمؤنث، ذكرت اللفظة وبينت أصلها القديم في معجم: (الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) وهذا هو الذي تبادر إلى ذهني من معنى اللفظة وإن كنت لا أعرف سبب تسمية هذه الأسرة بهذا الاسم، والذين في بريدة هؤلاء هم فرع صغير من أسرة الصنيع أهل عنيزة أو هم أبناء عم لهم.