الباب ودعا بطلبة العلم وكانوا يأتون إليه أفرادًا فيأخذ بيده من النقود ويعطي الطلاب العلم واستمر يعطي طلبة العلم حتى جاء آخر واحد منهم فأعطاه بقية ما في الكيس وأعطاء الكيس الفارغ إيذانًا وإشعارًا بانتهاء النقود بحيث لم يترك لنفسه منها شيئًا، وكان منقطعًا للعلم والتعليم والقضاء وخدمة مصالح الناس، وقد توفي رحمه الله في عام ١٣٥١ هـ فبكاه الناس رحمة الله عليه (١).
وقال أيضًا:
[عالم زاهد بالمال]
بعد وقعة السبلة عاد الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود هو وجنده إلى بريدة وأقام فيها مدة، وكان من عادته إذا وصل إلى بريدة أن يزور علماءها وفي مقدمتهم الشيخان عبد الله وعمر بن محمد آل سليم ويزورهما عند سفره.
ولما أراد السفر من بريدة زار الشيخ عبد الله بن محمد آل سليم قاضي بريدة، وبعد انتهاء زيارته وخروجه من منزل الشيخ بعث إليه بالكاتب أبي عبيد يعرض على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم أن يذكر حاجته للإمام ليقوم الإمام بقضائها وهو بهذا يعرض عليه المال، فعاد أبو عبيد وأخبر الإمام بأن الشيخ عبد الله يقول بأنه لا يحتاج إلى شيء فأمر الإمام الشيخ بألف روبية فضة وكسوة، وبعث بها مع أبي عبيد فجاء بها إلى الشيخ عبد الله فأخذ الكسوة وهي مشلح ودقلة صوف ورد النقود وقال أنا لا أحتاج إلى النقود، فأشار عليه أبو عبيد أن يأخذها ويوزعها على المحتاجين إذا كان لا يريدها وألا يردَّها فقال الشيخ قل للإمام إذا كان يوافق على توزيعها على طلبة العلم فأنا أقوم بتوزيعها فعاد أبوعبيد وأخبر الإمام فأمر الإمام بأن يزاد المبلغ ويصبح ثلاثة آلاف روبية وتعطى للشيخ عبد الله يقوم بتوزيعها على طلبة العلم وسلَّمت الشيخ