للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[اليوم الشرعي]

لما كتبت (تقويم الأوقات) وضعت فيه التوقيتين: الزوالي والغروبي، ولكن جاء الأمير متعب وبعض الأمراء يقولون: إن بعض المستشرقين كتبوا في تاريخ حياة الملك عبد العزيز، ولكنهم يؤرخون بالميلادي، ونحن لا نعرف الوقائع إلا بالهجري، ولذا نود أن تدخل التاريخ الميلادي في هذا التقويم، فلما نظرت في الأمر رأيت أن أبدأ من جديد، وكما يقول العوام (التفصيل ولا الترقيع)، بدأت من ولادة الملك عبد العزيز حتى يمكن للإنسان أن يقارن الهجري بالميلادي وأوصلته إلى ١٦٠٢ هـ، ووضعت جداول من السّنة الأولى للهجرة إلى سنة ولادة الملك عبد العزيز، تلك فائتة وهذه مستقبلية، سويت التقويم على هذا الأساس، ولكني جعلت اليوم هو اليوم الشرعي، جعلته يبتدئ من غروب الشمس، هذا هو الذي فرض لنا وشرع لنا، أما الإفرنج فإنهم يبدأون يومهم من منتصف الليل: يأخذون نصف هذا ونصف هذا، ويعبرون بفترة الصباح عن الزمن بين منتصف الليل حتى الزول، ويعبرون بالفترة المسائية عن الزمن بين الزوال حتى منتصف الليل.

معنى هذا أننا الآن - بعد ظهر يوم الجمعة - قد دخلنا في يوم السبت، لذلك قلت: بما أننا أمة مسلمة، ويومنا مبتدأ فيه ابتداء فإني أخشى أن يأتي يوم من الأيام يلتبس فيه اليوم الشرعي على الناس، فلا يعرفون متى يبدأ اليوم الشرعي، ويجيء من يقول يبدأ من الزوال.

كانت بعض الشعوب تعتبر الزوال، لكن المسلمين يبدأون اليوم من غروب الشمس، الليالي تسبق الأيام وتتبعها في الحكم، ويقول تعالى: (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسومًا) (سورة الحاقة: ٧)، الليالي تسبق الأيام، وعندنا إذا هلَّ الشهر دخل، وبناء على ذلك نحن نصلي التراويح لأن رمضان يكون قد دخل، وهكذا بدأت تقويمي من المغرب لأن هذا هو اليوم الشرعي.