وأخذ القوم يتناقصون واحدًا تلو الآخر فكل رجل تنفذ ذخيرته يقف ويعود ولم يبق منهم إلا واحد.
أما محمد فكانت معه بندق، فحاول أن يرميهم فنشبت الرصاص في البندق، وكان يمشي بجواره رجل يقال له ابن ( ... )، فقال له محمد: إن بندقي نشبت وأنت معك بندق جيدة، فإما أن ترميهم أو تناولني البندق فرفض فقال له: إذًا أبعد قليلا لكي يتفرق رصاصهم بيننا ولا يعرفون على من يصيبون عليه فرفض، وما هو إلا قليل حتى أصيب ابن ( ... ) برصاصة أردته.
[الفصل الثالث]
استمر آخر من بقي من الخمسة عشر في إطلاق الرصاص فلما لم يبق معه إلا قليل من الرصاص أناخ راحلته، وجعل يطلق النار وهو واقف، فجاءت إحدى الرصاصات من فوق كتفه فأخذت جلد الحزام وبقيت بطانته ثم اتبعه أخرى فجاءت في إبطه، بين العضد والصدر، وأخذت تخرصة الثوب. ولم تصبه.
فجعل المهاجم الرصاصة الثالثة في عروة المزودة التي فيها الذهب فانقطعت ولكنها لم تسقط، فلما لم يبق معه إلا رصاصة واحدة صوبها نحو الناقة ولكنها بإرادة الله دخلت وخرجت مع تريبة النحر دون أن تمس العظم فسابقها الدم، وظن رحمه الله أنها ستسقط، فتجهز للنزول عنها، ولكنها لم تسقط بل زاد جريها، وكانت الشمس حينئذٍ قد غربت.
[الفصل الرابع]
اتجه إلى أحد الجبال القريبة منه ونزل عندما اطمأن إلى أن الطلب قد توقف، فتفقد المزودة فلم يجدها فاعتقد أن الرجل قد أخذها بعد أن سقطت.