الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاض، بل من أكابر القضاة، وقد ورث القضاء عن أخيه ووالده، وقضاياه معروفة بل مهارته في القضاء مشهورة، ولكن الشيء الذي لا يعرفه كثير من الناس، وبخاصة من المثقفين المعاصرين أنه لم تكن توجد في عصره في بريدة بلدية، ولا إدارة حماية المستهلك ولا إدارة التخطيط المدن، وملاحظة الصالح العام فيها، فكان يقوم بذلك أو ما تمس الحاجة إليه.
فهو المحتسب الذي هو المسئول عن شئون العامة في تعاملهم وعدم تعدي أحد منهم على أحد، بل هو يقوم مقام (حماية المستهلك) وذلك بمكافحة الغش في البيع والشراء، أو التحايل على المشترين والباعة.
وقد عين في كل جهة من جهات بريدة نظراء جمع نظير والنظير هو الذي ينظر في مصالح البلد، ويراقب ما يحدث الناس من التعدي على الحقوق العامة كالأسواق والميادين أو على حقوق الغير كإغلاق الطرق أو إيجاد معوقات فيها.
حدثني خالي عبد الله بن موسى العضيب وهو أحد نظراء شمال بريدة, وكان معه فهد بن محمد النصار أن الشيخ عمر بن سليم قد أمرهم بمراقبة أشياء كثيرة ومن ذلك ألا ينشيء أحد بناء يضيق على الآخرين، وأن لا يخط شارع إلَّا بعد أن يطلعوا على سعته.
قال: وقد أمرنا الشيخ عمر الا يقل عرض الشارع عن سبعة أذرع، قال الأفضل أن يكون ثمانية أذرع، وذلك من أجل أن يكون بالإمكان أن يمر منه بعيران على كل واحد منهما حمل من الحطب أو الحشيش.
ولا يعرف مقدار أهمية ذلك إلا من عرف مساحات الأسواق بمعنى الأزقة والشوارع في المدن النجدية في القديم.