والجواب: إنها لم تعقم ولكنها صارت في الأزمنة الأخيرة تتعاطى حبوب منع الحمل - على حد المتعارف عليه في الإنجاب والعقم - وذلك يتمثل في كونها استبدلت الشعر بالفقه فانصرف أهلها إلى العلوم الدينية التي من أبرزها الفقه الذي به يتأهل المرء للقضاء والفتيا والفتيا منصب لا وجود له خاصًّا به, وإنما يقوم به القضاة، إلى ما قبل العصر الأخير، فخرَّجت بريدة في القرن الرابع عشر أكثر من مائة قاضٍ ولم تخرج فيه إلا شاعرين اثنين هما العوني والصغير، وبعدهما لم تخرج شعراء فطاحل، بل إنني أطلعت على أن عددًا من شعرائها انصرفوا عن الشعر بعد أن كانوا يقولونه وأتلفوا أشعارهم، زهدًا بها لزهد الناس بها وانصرافهم عنها.
وقد عَنَّ لي في فترة من الفترات أن أولف كتابًا أجعل عنوانه (الشعراء المحمدون الثلاثة) وهم أولئك الذين قدمت ذكرهم، ولكن عاقني عن ذلك عوائق منها اهتمامي بأمور المسلمين على مستوى العالم كله، حتى ألفت في الرحلات وأحوال المسلمين مائة وسبعة وسبعين كتابًا.
وما أحرى الباحثين بتأليف كتاب عن هؤلاء الشعراء الثلاثة يكون عنوانه ما ذكرته أو ما يقرب من ذلك.
[بقية الكلام على محمد العرفج]
وبقية الكلام الذي ينبغي أن يقال هنا عن هذا الشاعر الأمير (محمد بن علي العرفج) قيل في ترجمته في فصل (أمراء آل أبو عليان) في الجزء الأول من هذا الكتاب ولكننا نذكر هنا فقط بأن وفاته كانت في عام ١٢٥٨ هـ.
ومنهم (العرفجية) وهي: لؤلوة بنت عبد الرحمن العرفج، اشتهرت بأنها أخذت الثأر من قتلة ابنها عبد الله بن الأمير حجيلان بن حمد أمير القصيم.