منهم .... عصيل كان مشهورًا بصيد الضِّباع، وقنص الذئاب لتخليص الناس من شرها، وله في ذلك قصص وأخبار.
كنت وأنا صغير جدًّا رأيت ابن عصيل أو عصيلًا هذا الذي يصيد الضباع ولم أتحقق من اسمه غير ما ذكرت، وكان شيخًا كبيرًا ولكنه صديق لوالدي ولم أحق ما ذكره لصغر سني، ولكنه توفي وحدثني بعد ذلك والدي بحديثه، قال: كان غميس بريدة الذي يقع إلى الشمال من وادي الرمة غابات كثيفة من أشجار الغضا.
أقول حدثني أكثر من واحد من أهل تلك الناحية عن الغضا الموجود في الخميس المذكور منهم من حدثني عن راعي بقر لأهل القصيعة أنه يذهب للرعي في الغميس قال: ولا أستطيع أن أرى البقر لأنها تدخل بين شجر الغضا إلَّا إذا صعدت على غضاة كبيرة وأشرفت عليها من علوها.
قال ابن عصيل لوالدي: ومرة ذكرت لي ضبع تأتي إلى تلك المنطقة من مجحرتها، ومجحرة الضبع هي جحرها أو وجارها، كما يقول العرب القدماء ولا تكون في العادة إلَّا في جبل أو جال كالجبل.
قال رأيت جرتها مرة وكنت مستعدًا لصيدها معي بندقي التي أثق بها ومعي إلى ذلك سكين فيما لو هاجمتني بعد أن أصيبها بالبندق قال: وتتبعتها بين أشجار الغضا حتى صرت بحيث يصل إليها رصاص بندقي وأطلقت عليها النار فوقعت على الأرض.
قال: وأنا أعرف طبيعة الضبع فأنا أصبتها بصفة مؤكدة لأنها وقعت على