وهو الذي ذكر المؤرخون أنه أول الساكنين في منطقة بريدة من أسرة (آل أبو عليان) ويعتبرونه أول الأمراء من هذه الأسرة، ولكن ليست لدينا أخبار عنه في التاريخ المكتوب غير الجملة التي ذكرها ابن عيسى رحمه الله من أنه أول من نزل من (آل أبو عليان) في منطقة بريدة، وهذه قد تفسر على أنه حاكم من تلك الأسرة كما قد تفسر على أنه ساكن منها في منطقة بريدة، من دون أن يتولى الحكم، والأول هو المتبادر إلى الذهن.
[حمود الدريبي]
يأتي بعده بالذكر، وربما بالترتيب عند المؤرخين ابنه - كما ذكروا -: حمود الدريبي وهو أمير مشهور بذلك ذكر المؤرخون له أحداثا ووقائع تدل على أن بريدة كانت في عهده تحمل هذا الاسم، وأنها صارت ذات شأن، بحيث تتحارب مع جارتها بلدة الشماس، وبحيث يمتد الخلاف والتنازع بينهما إلى درجة أن يستعين بعض المخالفين لهم بأهل عنيزة وبأعراب من قبيلة الظفير على أهل بريدة.
كما أنه وجد في وقت كان اتضح فيه انقسام (آل أبو عليان) على أنفسهم حول إمارة بريدة، وعمق ذلك الانقسام إلى درجة أن حمود الدريبي قتل ثمانية منهم في جامع بريدة، وأنه قتل في السنة التي تلت قتلتهم تلك، وهذا يدل على أنه ليس الابن المباشر لمؤسس الأسرة في بريدة، إذ أن هذه التطورات لا تكون هكذا من القوة والاختلاف في عمر رجل كبير السن وهو المؤسس كما نعتقد إلى عمر ولده الأمير.
أقول: وجدت في أوراق عندي قديمة كنت كتبتها في عام ١٣٦٤ هـ نقلًا عن أوراق متعددة أن ذلك كان في عام ١١٥٣ هـ ونصها:
سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف قتل حمود الدريبي رفاقته (آل أبو عليان) في مسجد بريدة قتل منهم ثمانية رجال، وفي السنة التي بعدها قتل حمود الدريبي المذكور.