وقال الملك: أنا سأحج، فقال له الجماعة: يا طويل العمر نأمل أنك تؤجل ولا تحج هذا الموسم.
قال: لا، أنا ملزوم أن أذهب إلى جدة، وأربط معهم ربطًا بأن يردوا عليّ كل من يجيئهم من رعيني، أنا ملزم أن أحضر هذا الموسم، وفعلًا جاءوا له بالدويش من البصرة.
[مع روزفلت]
الملك عبد العزيز مسدد وموفق في أفعاله مثل روحته أيام الحرب العالمية الثانية سنة ١٣٦٤ هـ من جدة، ما درى أحد بسفره لا صغير ولا كبير، ركب بالمركب والطائرة فوقهم تحرسهم، بإذن الله، وعندما توسط البحر إذا رئيس أمريكا (روزفلت) ينتظره، فقابله وجلس معه وأجريا محادثات، ثم بعد ذلك صارت تستورد الأرزاق من أمريكا مثل السكر والشاهي والقهاوي والخامات وغير ذلك من الأرزاق.
ويقول الملك عبد العزيز إن روزفلت كان ينشده، أي يسأله ويقول: كيف تفعل؟ فكنت أقول: نحن نفعل فالذي يزني والذي يسرق والذي يخالف الدين ما عندي إلا أن أقيم عليه الحد، فكان ذلك يقول: هذا والله الحكم، هذا والله الحكم.
[الجهاد والمالية]
من جهة الجهاد مع الملك عبد العزيز فإن الناس كل الناس كانت معه، أما من جهة المالية فأكثر الناس كما هو معروف، لم يكن عندهم ذاك اليوم مالية كثيرة، ولكن أكثر من كان عندهم المال هم نحن، وكان الملك عبد العزيز يمون علينا (١) وكنا إذا أعطيناه يخصنا، وقد قال مرة: ما هي بعادة أن أعطيكم، أنتم أحوَّلكم على ابن سليمان، فقلنا: ابن سليمان لا يعطينا وهو يبطئ، قال الملك: لا، ما يخالف أبدًا وسيعطيكم.
(١) مانه يمونه مونًا: تحمل مؤونته وقام بكفايته والعامة تقول: مان على فلان في كذا أي تكفل بإرضائه به.