أسرة صغيرة متفرعة من أسرة الصقعبي، غلب عليها هذا اللقب لأن عبد الرحمن الشرود كان نجابًا يحمل الكتب على قدميه من بلد إلى بلد له على ذلك جعل أي أجرة طيبة.
وعمله هذا أشبه بعمل من يسمونه (السعوي) وهو الذي يوصل (الرسائل) من بلد إلى بلد بالأجر، غير أن الشرود يفعل ذلك غالبًا للأمراء والحكام وليس للعوام.
قلنا: إن أسرة الشرود متفرعة من الصقعبي وهذا صحيح، ولكنها جاءت إلى بريدة من الأسياح، إذ ما يزال أفراد من أسرة الصقعبي في الأسياح إلى وقت قريب.
لقد عرفت عبد الرحمن الشرود وأنا صغير، فكنت إذا ذهبت إلى دكان والدي الأول في سوق بريدة القديم الذي صار بعد ذلك يسمى سوق الخراريز ويقع إلى الشمال مباشرة من الجامع الكبير يمتد شمالًا منه.
فكنت أرى الشرود في الزقاق الذي يقع إلى الغرب من سوق الخراريز موازيًا له، وقد دخل الآن في شارع الصناعة بعد توسعته، وكان بيته هناك أراه يخرج من باب داره ويجلس في الزقاق وقد مد رجليه وكثيرا ما كان يقبض على ركبته براحتيه كالذي يحس فيهما بالم، وهو لا يكاد يقوى على المشي، فيتعجب الناس من ذلك ويقولون: هذا هو الشرود الذي كان يقطع في اليوم والليلة جريا أكثر مما يقطعه البعير عَدْوًا، وقد رأيته بعد أن شاخ.
وذلك في نحو الخامسة والخمسين من القرن الماضي وكنت أسمع الناس يقولون: إنه أصابته عين، وذلك أن أمير بريدة بعثه بكتاب إلى حائل فقطع