للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان رحمه الله متواضعًا عزيز النفس كثير تهجد الليل عطوفا على الفقراء وعرف عنه أنه كان يلبس ثوببن فيخلع أحدهما إذا صادف فقيرًا فيعطيه إياه وكان لا يحب الشدة والغلظة وكان من جلسائه الملازمين له أمثال الشيخ عبد الرحمن الجلاجل والشيخ عبد الله البراهيم المعارك.

سافر للكويت وتوفي في الكويت في شهر ذي الحجة عام ١٣٣٨ هـ فرحمه الله رحمة واسعة (١).

ومثل ذلك ما ذكره الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله من أن الشيخ ابن جاسر سافر إلى العراق والشام، واتصل بعلمائها من الحنابلة وأهل الحديث، كما سافر إلى مكة، وجالس العلماء فيها (٢).

[تمليس التاريخ]

مع كل ما سبق ذكره عن الاختلاف بين الطرفين: الشيخ ابن جاسر ومن معه وعلى رأسهم الشيخ عبد الله بن عمرو، وآل سليم ومن معهم، وهو خلاف أدركناه وأدركنا عمقه في نفوس الطرفين حتى وصل الحد إلى قتل الشيخ ابن عمرو، وإلى إبعاد جماعة الشيخ ابن جاسر من طلبة العلم عن التعيين في الوظائف الدينية المتوفرة آنذاك وهي القضاء والإرشاد الرسمي وإمامة المساجد والجوامع فإننا نجد بعض الذين كتبوا عن الموضوع يتعمدون التغطية عليه، وكان شيئًا لم يكن بحجة أن ذلك شيء مضى وانقضى، حتى ليبدو الأمر من جهتهم، وكأنما هم يقولون: إنه ليست له حقيقة، مع أن كونه مضى وانقضى لا يمنع من التاريخ وبيان أسبابه ونتائجه.

وقد اخترت كاتبين مؤرخين يمثلان الطرفين:


(١) من أعلام القصيم، ج ١.
(٢) علماء آل سليم، ج ٢ ص ٢٠٣.