قال: ثم ركعت ركعة طويلة لم يروا مثلها من قبل، ثم لما سجدت اعتقدت أن السجود راحة لي وظللت ساجدا لمدة طويلة لم يستطيعوا الصبر عليها فأحسست وأنا أنظر إليهم من بين رجلي وأنا ساجد أن الجهة أسفرت أي ذهبوا من خلفي وسمعتهم وهم يذهبون يضحكون وهم يبتعدون، فسماها الناس (صلاة العيدي).
ومن شعر محمد العيدي:
يا حلو تبديلك يا حلو مبناك ... ويا حلو شغلك يا سهيل اليماني
ما ذقت أنا يا نور عيني طعم ماك ... من بد قلبانك قراح زلالِ
اطلب عسى دوشي يتهني بلا ماك ... بحول رب البيت منشي الخيالِ
[العيدي وشراء ثمرة النخل]
كان من عادة أهل بريدة مثل سائر أهل نجد في القديم أنه إذا أينع النخل أو بدأ ذلك يخرج الواحد منهم إلى أحد الخبوب القريبة أو الصباخ فيشتري نخلة أو نخلتين يخرف منها الرطب بنفسه إذا كانت قصيرة أو يشترط على صاحبها أن يخرفها أي يأخذ منها الرطب له.
ثم يحمل ذلك إلى بيته في بريدة، يفعل ذلك كل يوم أو في كل يومين مرة.
فيخرج العيدي مثل غيره إلى الشماس أو الغاف أو القويع يسأل عن التمر من دون أن تكون لديه النقود التي يدفعها ثمنًا لتمر النخلة.
فيأخذ من نخلة شمراخا يأكله بحجة أنه يريد أن يتذوق تمرها، ويعرف طعمه.
قالوا: ومرة فعل مثل ذلك مع رجل من أسرة العثيم كان فلاحًا في (الغاف) فقال له ابن عثيم: أنت يا أبو صالح ما انتب شاري ما عندك دراهم.