ثم إنني وأمثالي من الذين يكتبون في أحوال الأسر سيذكرون ذلك ويسجلونه للأجيال اللاحقة.
[أصدقاء من التواجر]
كما كان لوالدي رحمه الله أصدقاء من أسرة التويجري كان لي أصدقاء منهم، ولكن كان لي تلاميذ كثر منهم يبلغون العشرات ممن درسوا في المعهد العملي في بريدة إبان إدارتي له.
وكان من أصدق الأصدقاء في بريدة الأستاذ صالح بن إبراهيم التويجري رحمه الله، فكان صديقا كريمًا نبيهًا محبوبًا من الجميع، وكنت عزمت على أن أستعين به في بيان الشخصيات البارزة من (التواجر) من المتأخرين في الزمن منهم، ولكن المنية اخترمته ونحن أحوج ما نكون إليه رحمه الله.
أما في مكة فإن الشيخ صالح بن محمد التويجري - المقطر - كان من حسنات التواجر، بل من حسنات الدهر كما كان الأدباء والمؤرخون القدماء يعبرون به لمن هو مثله.
فكان إلى جانب مرتبته العالية (عضو في محكمة التمييز في المنطقة الغربية) وكان يشغل عدة وظائف قضائية قبل ذلك، حريصًا على فعل الخير، وعلى إسعاف المحتاجين وبخاصة من الطلبة والمهاجرين في مكة المكرمة إلى درجة أنه استعمل علاقاته الطيبة بل الحميمة ببعض الأمراء والتجار المحبين للخير، فحصل منهم على تبرعات أنشأ بها دارا في مكة المكرمة للمحتاجين من طلبة العلم الفقراء ومن غيرهم وجعلها بمثابة الفندق المجاني بل الذي فيه إضافة إلى السكن - خدمات مجانية.
وكان يسعى بالخير والشفاعة الحسنة لدى أولياء الأمور لكل محتاج إلى ذلك.