عرفت الدكتور حسن بن فهد الهويمل منذ أن كان تلميذًا عندنا في المعهد العلمي في بريدة كان يبدو شيخًا وقورًا في ثياب شابٍّ طموح.
وكان هادئ الطباع ولكن هدوءه يخفي أشياء منها محبته للمرح والنكتة المغلفة بالعقل والرزانة، ومنها نشاط ذهني وعقلي جعله من أكثر طلاب المعهد إسهامًا في ليالي النادي الأدبي الذي كنا نقيمه في المعهد، وإقبال على دروسه وعلى التهام ما يقول أساتذته بحواسه الخمس.
وكنت عرفت جده وسميه (حسن بن ناصر الهويمل) تاجرًا لا يشتغل بالتجارة إلا بشيء غير منظور، وذلك أنه ذو مال معروف به ولكنه يستثمره عن طريق (البضاعة) لتجار عقيل الذين من أهل بريدة يبحثون عن الحصول على المال بطريق الاتجار بالإبل يأخذونها من نجد إلى الشام وفلسطين ومصر.
و(البضاعة) كشركة المضاربة: صاحب المال يدفع ماله أو جزءًا منه إلى شخص آخر يتجر به وما يحصل منه من ربح يقتسمانه نصفين، أو حسب الاتفاق بينهما.
وكان أناس كُثُر من أهل بريدة ممن لا يملكون رأس المال أو يملكون من المال مالًا يقابل التعب في ذهابهم إلى بلاد الشام ومصر وإيابهم منها فيأخذون أموالًا من جماعة من الناس يجمعونها منهم ويتاجرون بها، ثم يدفعون نصيب كل واحد من الربح بقدر رأس ماله.