حمد الله الزوج على سلامة زوجته ومولودها واستبشر وتهلل وجهه واطمأن، فعمل القهوة له ولضيفه ولزوجته حيث له عدة أيام لم يرتشف القهوة، ولم يأكل حتى لم ينم لظروفه الصعبة التي مرت به وبزوجته.
فسأل الله أن لا تمر هذه المحنة على مسلم ومسلمة.
وبعد تناول قهوتهم ناموا فلما أصبح راشد ذهب لجمله ليتفقده وإذا بجمليه الضائعين جوار جمله منوخان وكأنهما معقولان، وهما يتجررَّان فصار يتفحصهما، هل هما جملاه أم لا؟ وأخيرا تأكد له أنهما هما جملاه، حمد الله على عقلانهما له، كما أن مضيفه قد أخبره أن هذين الجملين لهما عدة أيام يرعيان في هذه المنطقة بدون راع.
وعندما هم بالرجوع لأهله نادت المرأة زوجها وقالت له: أعط الضيف الناقة الفلانية، وهي أطيب ما يملكانه، وأعطه عكة السمن، انظرها معلقة بالمكان الفلاني وجزاه الله خيرًا على ما عمله معنا، فأخذ راشد الغضية الهدية بعد تردد وإلزام المضيف بأخذها، وعاد وهو فرح مستبشر بإنقاذه بعد الله نفسًا كادت تموت هي ووليدها والعثور على جمليه (١).
الغَفِيص:
بفتح الغين وكسر الفاء بعدها ياء ساكنة وآخره صاد.
الغفيص في اللغة العامية التمر الذي يستبعد نواه ثم يخلط باليد بعد أن يوضع عليه الزبد أو السمن.
والغفيص: أسرة من أهل المريدسية ومنهم أناس من سكان بريدة والشماس.