تدل وصية يحيى الكردا على أنه رجل عاقل بصير بالأمور، وأنه إلى ذلك بر بوالديه، وصول لرحمه، عاطف على أقاربه حيث اشتملت وصيته على خير كثير لأقارب له كثر، وهي مؤرخة في دخول المحرم سنة ١٢٨٧ هـ بخط حمد الضبيعي الذي كتبها وشهد بها وهو يكون شاهدًا بها إذا كتبها ولو لم يقل ذلك لأنه ينقل عن الموصي.
افتتح يحيى الكردا وصيته بالحمد لله وقال:
هذا ما أوصى به يحيى بن محمد الكردا وكتبها الكاتب مثلما اعتاد غيره أن يكتبها بالياء مع أنها أخت الألف.
بعدما شهد أن لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.
وهذه مقدمة جيدة كان أكثر الموصين يفتتحون بها وصاياهم، وذلك أن الموصين غالبًا يوصون وهم كبار السن فيثبتون بهذه الشهادة أنهم يموتون على العقيدة الصحيحة، وبالنسبة ليحيى الكردا بالذات فإنه كبير السن عندما أوصى بهذه الوصية لا شك في ذلك لأنني وقفت على شهادات ووثائق له في عشر الثلاثين من القرن الثالث عشر أي قبل كتابة هذه الوصية بنحو ستين سنة، ولا يعرف عمره قبل ذلك فربما كان إبان عشر الثلاثين كبير السن أو في منتصف العمر.
قال: أوصى مَنْ كلفه من ذريته وأولاده أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين.
وهذه أيضًا عبارة مألوفة في الوصايا القديمة أخذًا من توصية الأنبياء