للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الطرق]

لا يوجد لها طرق معبدة ويبعد خط القطار عنها بنحو مائة كيلو مترًا، كما يبعد خط تبوك عنها بنحو مائة وخمسين كيلومترًا، وهكذا كانت على غير طريق، وخطها غير المعبد هو أقرب الطرق من المدينة إلى العلا، فلو قدر له أن يعبد ويسفلت وقدر للنخيل أن تغرس فيها لأفادت البلاد فائدة عظيمة، إذ يبلغ حمل النخلة الواحدة مائتي كيلو من التمر الجيد، ونخلها أقوى وأجود من النخيل التي تسقى في غيرها.

[فرن رابع]

هذا وبينما كنت أتتبع مجاري بعض العيون لمحت من بعد آثرًا يشبه مبنى متهدم فأخذت المنظار المكبر، لأتحقق منه ففهمت أنه أثر لمبنى متهدم، فاتجهت إليه فوجدته فرنًا كبيرًا له عدة عيون مبني بالفخار على مقربة من الوادي قبل التقاء الواديين ويبعد شرقًا عن المروة بنحو عشرة أكيال، وقد وجدت فيه آثار الرماد، وفضلات الصهر، وهي شبه ما وجدته في الأفران الأخرى، غير أن هذا الفرن أكبر من الأفران الأربعة الأخرى.

[قصر عمودان الحجري]

ذكر لي أن في عمودان الذي يبعد نحو خمسين كيلًا عن هذه المنطقة قصرًا مبنيًّا بالحجر ما زال باقيًا عدا سقوفه ويقول يوسف النزاوي الجهني أحد سكان العلا: إن شيوخ قبيلة بلي يذكرون عن أجدادهم أن بليا عندما سكنوا تلك المنطقة وجدوا فيها امرأة عجوزًا عندها دجاج وشيء من المواشي، وأنها ذكرت لهم أنها من قبيلة خفاجة، وأنهم كانوا يسكنون تلك المنطقة ويقدرون المدة بحوالي ثلثمائة سنة، قبل تاريخه، وقد ذكرت لهم العجوز أنها آخر أفراد القبيلة التي ذكرت أنها فنيت والله المستعان.

صالح السليمان العمري