لما انتهى التقويم السابق وشفنا أن التقويم الأجنبي بدأ يغلب في استعمال الناس، وأنهم صاروا يستعملون ما تقتضيه حساباتهم ويبتدئون من منتصف الليل، قمنا وسوينا تقويم الأزمان، وجعلناه على عرفهم، لأنه لو صار التقويم على حساب يومنا، لصار الفرق بيننا وبينهم يومين، فبرج الحمل على هذا التقويم الأجنبي أوله في ٢١ من مارس، وعلى تقويمنا الشرعي السابق سيصير في ٢٢ منه لأن تقويمنا ينتظر يومًا، وبرج الميزان أوله في ٢٣ من سبتمبر، بينما سيصير في ٢٤ منه على تقويمنا لأنه ينتظر، وبهذا يصير عندنا يومان من الانتظار، لذلك جعلنا تقويم الأزمان يمشي معهم، نقول هذا اصطلاحهم الأجنبي وهذا اصطلاحنا الشرعي، فإذا أردتم أن تمشوا معهم فاستعملوا ذاك، وإذا أردتم أن تمشوا مع الشرعي فها هو ذا.
[الكبيسة والبسيطة]
في السنة البسيطة يكون شهر فبراير ٢٨ يومًا، وفي السنة الكبيسة يكون ٢٩ يومًا، ومثل ذلك يكون الكبس في الميزان والبروج الشمسية، ولكن البروج الشمسية تستعمل الكبس في مكانين: بعضهم يستعمله في الجدي وبعضهم يستعمله في القوس، فالأولون ومنهم ابن عفالق والعيوني يستعملون الكبس في القوس، وأما التالون فيستعملونه في الجدي لأنه يقترب من فبراير.
ونحن في (تقويم أم القرى) قلنا إذا كبست السنة الشمسية الهجرية تكبس الميلادية ويجعل كبسها واحدًا وطالما أن السنوات الشمسية والميلادية والهجرية لابد أن تمشي معًا فإذن: إذا زدنا يوم الكبيسة ففي أيهما نضعه؟ وكذلك فإن السنة النجمية لابد أن تمشي معها.
والنجمية هي أيام النجوم، والنجوم هي ٢٨ نجمًا، فإذا ضربناها في ١٣ طالعًا يكون الناتج ٣٦٤ ويزاد يوم في إحداها، فيصير المجموع ٣٦٥ يومًا