من الوثائق الواضحة الخط والعبارة اللفظية وصية عبد الله بن محمد الصنات، وهي مؤرخة في ٤ من صفر عام ١٢٩١ هـ بخط إبراهيم العبد الرحمن بن بريكان.
وأول ما يلاحظ فيها أنه لم يذكر فيها المقدمة المعتادة من الشهادة بالله ولا بأن رسوله إلخ. وإنما دخل في التوصية مباشرة فقال:
هذا ما وصى به عبد الله بن محمد الصَّنَّات في صحة من عقله وبدنه بأن من ملكه المعروف في خب البريدي النخلتين (الكائنات) على لزى القليب.
واللزى هو الذي يقع ملاصقًا للقليب تصب فيه الغروب - جمع غرب، وهي كالقرب الكبيرة من الجلد تجرها السواني أو النواضح وهي الإبل، واللزي كلمة فصيحة ذكرتها في عدد من كتب اللغوية، ومنها (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) الذي يقع في ثلاثة عشر مجلدًا.
وكون النخلتين على اللزي مما يعطيها مزية خاصة، لأن العامة يضربون المثل لمن هو في خير وغبطة من عيشه بأنه (نخلة لزي: تشرب صاخن) أي تشرب من ماء البئر الذي يخرج منها ساخنًا كناية عن كثرته وطيبه.
ثم ذكر أنهما يقعان جنوبًا وشمالًا من (السكيكرة) والسكيكرة تصغير السكرة وهي نخلة السكرية المعروفة الآن، وكونها شمالًا وجنوبًا منهما يعني أنها متوسطة بينهما.
ثم قال: والمكتومية والسكيكرة التي عن سكرية اللزى قبلة فذكر السكيكرة هنا بلفظ (السكرية) اللفظ الشائع الآن.