ما دام أننا تكلمنا على وصية (خريف بن عبد الله بن سليمان الضحيان) فلنتكلم على وصية ابنه تركي التي كتبها عبد الله بن محمد العويصي في ٢٣ شوال سنة ١٢٨٦ هـ.
وتقول بعد مقدمة مختصرة:
أوصى في ثلث ماله وقف على أبواب البر.
واختصار المقدمة وكذلك الوصية مباشرة بأنه أوقف ثلث ماله على أبواب البر، يدل على فقهه، وفقه من كتب له الوصية أو أرشده إليها.
ثم فصَّل فقال: به ثلاث حجج أي في ثلث ماله، وفيه ضحيتين واحدة له وواحدة الوالديه، والمراد ثواب ذلك لأن كل هذه الضحايا الموصى بها تذبح بعد موت الموصي، وأوصى أيضًا بعشر وزان تمر عشيات في جمع رمضان، وهي جمع جمعة.
ثم ذكر شيئًا جديدًا لا ينتبه إليه كثير من الموصي وهو عمارة مسجد من المساجد وهنا ذكر المسجد بأنه فوق داره من قبلة، وليس المراد أن داره تقع أسفل المسجد وإنما أن أرضه مرتفعة عن أرض داره من جهة القبلة ولكنها قريبة منها، إلا أن الذي يشكل هو قوله: في ثلاثة أريل، وهي لا تكفي لبناء مسجد، إلا إذا كان المراد يرمم بها المسجد الذي يقع فوق داره من جهة القبلة، فهذا محتمل، وإن كان الكاتب لم يوضحه إيضاحًا كاملًا.
وقد يفهم هذا من كلمة واحدة غير واضحة (أما عمره) وربما كانت (اللي عمره) فيكون هو قد سبق أن عمر هذا المسجد، يريد ترميمه بالريالات الثلاثة ولذلك قال:
وخمسين وزنة (تمر) من الثلث المذكور لمن قوم الصلاة فيه وأذن دوام، أي لمن قام على استمرار الصلاة فيه من إمام ومؤذن ويظهر لي أنه مسجد صغير ربما صحت تسميته بأنه مسجد محلي يصلي فيه المذكور ومن قرب منه، فالمنطقة منطقة