عثرت على وصية (محمد الضبيب) بخط يده، وخطه لا بأس به، إلا أن غير المتمرن على قراءة الوثائق القديمة قد تصعب عليه قراءتها لذلك كتبتها بحروف الطباعة.
ويلاحظ أولًا أنه لم يؤرخها، إلا أنني وجدت في وصية أخته نورة التي سبق ذكرها وهي مؤرخة في عام ١٢٧٠ هـ أنها ذكرت أخاها محمد بن ضبيب بأنه الوكيل على بعض ما جاء في وصيتها، ومن الطريف في وصية (محمد بن ضبيب) هذا ما جاء في افتتاحها من أنه أوصى بعد الموت بمعني بعد موته وهذا هو مفهوم الوصية في الشرع أي بما بعد موت الوصي.
وأكثر ما أوصى به مألوف لنا ولكن بعضه يسترعي الانتباه مثل قوله:(وعشر للإمام) وعشرين للمسجد في رمضان، ولم يسبق له تعريف هذا العدد الموصى به لأنه من التمر الذي لا يوصي أمثاله إلا به، فالعشر للإمام هي عشر وزنات من التمر تعطى لإمام المسجد، وتساوي ١٥ كيلو غرامًا من التمر وتكون على المساجد في العادة أوقاف أو وصايا مثل هذه يجتمع منها ما فيه سداد من عوز للإمام، وكذلك قوله:
(وعشرين للمسجد في رمضان) فهو أراد أن الوزنات العشرين هذه توضع في المسجد ليفطر منها جماعة المسجد في صيام شهر رمضان.
ولكنه أضاف شيئًا لطيفًا وهو قوله: فإن احتاج العيال فيفطرون بهن، وذلك يعني أنهم أولى بالإفطار في رمضان بهذه الوزنات العشرين، إذا احتاجوا إلى ذلك.
وكذلك ذكر لسراج المسجد، والمراد أن يشتري (ودك) وهو الشحم المذاب لكي يستنار به في المسجد وهو من نصف ثمن الشقراء التي سماها (شقراء رقية) ثم قال: