أول من عرفت من علماء أسرة الخضيري الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الخضيري ومعرفتي الواضحة له كانت في مصادفة طريفة، وذلك أني كنت في بيتي القديم الذي كان بناه جدي الأدنى عبد الرحمن العبودي فاشتراه والدي من تركته، ثم اشتريته من تركة والدي في شمال بريدة القديمة، وقد انهمر المطر مدرارًا فذهبت إلى باب القهوة الخارجي الذي يفتح على الشارع ويسمى مثله عند بعضهم (باب الرجال) وذلك لأرى مسير السيل في الشارع لأنه يأتي إلينا جهة الشرق ويذهب جهة الغرب إلى العجيبة الواقعة في آخر بريدة القديمة من جهة الغرب، وكنا نعرف قوة السيل من ضعفه برؤية سيره وحجمه في هذا الشارع فرأيت والمطر ينزل ومعه ريح باردة رجلًا قد وضع مشلحه فوق رأسه ليتقي به المطر ومعه فتي يافع عمره في حدود الخامسة عشرة وهما يسيران في الشارع تحت المطر.
فناديت الرجل وأنا لا أعرفه وقلت له: تفضل فتمنَّع قليلًا، فقلت له: ادخل حتى يقف المطر، فقال: لا نريد قهوة، قلت له: لكن اتقاء المطر والهواء البارد الآن لابد منه.
فدخل معي ووقفت معه هنيهة نتحدث ونتفرج برؤية المطر، وقد اطمأن على اللجوء من المطر وكنت أرسلت إلى أهلي أن يوقدوا النار، ويسووا القهوة بينما نحن عند الباب الخارجي نرقب المطر، ولم أكن أخبرته.
وقد استمر نزول المطر لفترة من الوقت كنت سألته فيها عن اسمه، فقال: أنا عبد الله بن عبد العزيز الخضيري وهذا الولد الذي معي ابني محمد، وقلت له: أنا محمد العبودي فقال: مدير المعهد العلمي؟ قلت: نعم.