ونعود إلى أمر حجيلان بن حمد وموقفه إبان تلك الحرب، فقد كان لديه سور عظيم، وكان لديه محاربون لا بأس بهم، ولكنه - مثل غيره - عرف أنه سيكون وحده، إذا حارب إبراهيم باشا هذا إذا لم يكن أصابه من الوهن وهو عدم الاستعداد للمقاومة ما أصاب غيره.
وقد ذكر الإخباريون من بني قومنا من هذا الأمر ما لم يذكره المؤرخون، فذكروا أن إبراهيم باشا قصد عنيزة من الرس قبل بريدة، لأن فيها رجلًا سماه ابن بشر وأمثاله من المؤرخين بأنه داعية الترك، بمعنى أن الذي على إمارتها هو مسالم لإبراهيم باشا.
لذلك بدأ بها وحارب الذين في قصرها المعروف بقصر الصفا وهم من جهة الإمام عبد الله بن سعود، ثم صالحهم على أن يخرجوا بأنفسهم وسلاحهم.
وهكذا لم يبق أمامه في القصيم إلَّا المدينة الرئيسية بريدة، فنزل هو وجنوده في الصباخ جنوب بريدة، وصار يقطع من نخيل مزدهرة تسمى النقيعات بصيغة جمع نقيعة تصغير نقعة وهي مكان الماء النافع أي الباقي في الأرض، وهو اسم لها.
قالوا: وكان لرجل من آل راشد من أسرة الدريبي نخيل فيها صار عرضة لكي يقطعه إبراهيم ويتلفه أو على الأقل يلحق الضرر به، فتسلل من الحرس الذين كانوا يحرسون سور بريدة من جهة الجنوب قاصدًا إبراهيم باشا، فمنعه جنود إبراهيم باشا، من الوصول إليه، ولم يكن إبراهيم باشا يلقي بالًا لسائر الناس، لأنه إنما كان يحارب المحاربين له.
فقال ابن راشد الذين منعوه من الوصول إلى إبراهيم باشا: أنا أمير بريدة أريد أن أصل إلى إبراهيم باشا وأتفاهم معه.