للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أنصار النخلة الشاعر النبطي الذي يقول:

مالي حلال كود حلوات الثمر ... ما هو جهام نرتجي حلابيه

قال عبد الكريم بن صالح الطويان:

رواية والدي صالح بن إبراهيم الطويان ٣/ ١٢/ ١٣٨٦ هـ:

[قارئ يواجه التحرير ويكتب ملاحظاته]

عزيزتي الجزيرة:

يروي المعاصرون لوالدي رحمه الله أنه كان قارئًا مدمنًا للصحف في وقت إذا ذكرت فيه كلمة "الجريدة" انصرفت أذهان كثير من الناس في بلدتنا الزراعية الصغيرة آنذاك إلى قطعة من عسب النخل جرد سعفها! ! وفي "الخان" الذي يقيم به في دمشق أيام الانتداب الفرنسي داهمته ثلة من جنودهم ليتحققوا من هوية هذا النجدي العقيلي الذي أهمل إبله وأخذ يطارد صفحات الصحف على ناصية كل مكتبة في دمشق، عفوًا أيها الأحبة لا تصموني بالذاتية، وشهوة الحديث عن النفس وحب الإشادة بالسلف، فوالدي هذا لم يكن سوى راعي إبل يشرق بها ويغرب، ولا زلت غير مستوعب جمعه بين النقيضين تتبع الإبل وما فيها من بداوة، وتتبع الصحف وما فيها من ثقافة!

ومات والدي يرحمه الله قبل عشرين عامًا ليس كما يموت تجار الإبل بل كما يموت كثير من الصحفيين اليوم فقيرًا معدمًا، وورثت عنه وأنا ابن عشر سنوات عددًا من "أكياس الخيش" معلقة بأوتاد في الحائط وقد حشيت معظمها بالصحف والقراطيس ومنها ورثت عشق الصحف والصحافة، فكانت جريدة الجزيرة الأسبوعية في أواخر الثمانينات الهجرية مع جريدة الرياض الصحيفتين الوحيدتين اللتين تصلان البلدة، وإذا لم تخني الذاكرة فقد كانت