أو على الأدق وصيتا موسى العضيب، وإن كانت القاعدة الشرعية عند القضاة أن الوصية الثانية ناسخة للأولى.
وبين الوصيتين سنتان، فالأولى كتبت في شعبان من سنة ١٣٣٥ هـ بخط أحمد العبد الله الجار الله، وهو من الجار الله المتفرعين من أسرة الصانع، والثانية مكتوبة في ٧ ربيع الأول من عام ١٣٣٧ هـ، وذلك قبل موته بأشهر، وهي بخط علي بن محمد الخراز الظبي وخطه جميل.
وتقول الأولى: إنه أوصى بثلثه في بيته الواقع شمال بريدة عند مسجد ابن شريدة، وقد كتب الكاتب (شريدة) كتابة غير واضحة، ولكننا نعرف ذلك من كون الذي في البيت يصلي في مسجد ابن شريدة، فهو قريب وقد أوضحت ذلك الوثيقة.
وقوله: ثلثه في بيته أي يجعل البيت في ثلث ما يخلف من مال وقفًا، وكذلك دكانه الواقع على المسيل جنوب الصنانيع، والصنانيع الصناع، وكان لهم سوق يسمى بهذا الاسم، اشتق منه الشارع الرئيسي الطويل الذي ينطلق من عند جامع بريدة الكبير ذاهبًا جهة الشمال فأسمته البلدية (شارع الصناعة) لهذا السبب، وكذلك ركز الأثل المعروفة، بالمحامل قبلة الحُمُر، والكمر بضم الحاء والميم، هو خب الحُمُر الذي لا يزال يعرف باسمه حتى الآن.
وركز الأثل: جمع ركزة وهي الشجرة المجتمعة من شجر الأثل.
ويكون من ريع هذه الأشياء ضحيتان والده له والظاهر أن الكاتب أسقط شيئًا يتعلق بأضحية له، قال: الثانية لأمه، وزوجته مزنة الضوبان، وقد أوصى بالأضحية لها وهي حية، بل لم تمت إلَّا بعد وفاته بنحو عشرين سنة، ولكنها كانت عزيزة لديه فهي أم أكثر أولاده، وقد تزوج ٢٢ زوجة لم يبق منهن في ذمته إلَّا هي.