للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقدمة قصيدة الشيخ صالح السالم (١).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المصطفى وعلى آله وأصحابه ومن بهديه اقتفى.

أما بعد فإنه قد بلغنا منذ أزمان ما كان بين الإخوان من أهل القصيم من التفرق والاختلاف والتنافر بعد المحبة والائتلاف، وذلك مما جرى من بعض الطلبة من إباحة السفر إلى بلاد المشركين وجواز الإقامة بين أظهر أعداء الملة والدين لمن صلى وصام وزكى ووصل الأرحام، وهذا أمر والله تشمئز منه القلوب وتقشعر منه الجلود ولا يرضى بإقراره والسكوت عنه الملك المعبود، وإن ما قرره الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه الشيخ عبد اللطيف والشيخ حمد بن عتيق وما درج عليه علماء نجد من آبائهم وسلفهم ومن حذا حذوهم من أولادهم وخلفهم من منع ذلك للمقيم والمتكسب إنه محض التنطع والتشديد وليس على هذا الغلو منَّ مزيد فبهذا يعرف أهل العقول فضل عقولهم التي فارقوا بها الحيوانات ويزداد أهل الهدى شكرًا لله بما من عليهم من العلم النافع الذي فارقوا به أهل الجهل والضلالات، وهذه الدعوى التي ارتكبها هؤلاء الجهال في تفنيد الرجال والاستدلال على العلماء بما صنفوه من أصول الدين وقرروه من توحيد رب العالمين، وسد ذرائعة من المسائل المفضية إلى نقض عرى الإيمان، والامتزاج بعباد القبور والأوثان، دعوى عريضة بينهم وبينها جبال وعقبات ومفاوز وفلوات تنقطع فيها أعناق العلماء المتراسين فضلا عن الجهلة والمقعدين، فعلى عقولهم العفا وسلام على عباده الذي اصطفى.

فللحروب رجال يعرفون بها ... وللدواوين كتاب وحسَّاب


(١) هو الشيخ صالح بن سالم البنيان، أشهر علماء حائل في وقته، ولد في عام ١٢٧٥، وتوفي عام ١٣٣٥ هـ.