وذكر الشيخ محمد بن حمد بن خريف التويجري صفة موت الشيخ صالح الخريصي في آخر كتابه (طرائف وذكريات في أحوال الأولين والسوالف) فقال:
[مناقب الشيخ صالح الخريصي]
حدثني رجل ثقة يقول: إن القاضي فلانًا حصلت عنده قضية صعبة، فلم يتيسر له وجه الحكم فيها لعزوب الدليل عنه فيها، فأهمه ذلك، وجعل يفكر فيه عدة أيام.
وذات ليلة رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في المنام فقال له (أسأل عنها الشيخ الخريصي تراه فيه بركة) وكان هذا القاضي زميلًا للخريصي، فأتي إليه وأخبره بالقضية وبكلام شيخ الإسلام.
فقال الخريصي (الحكم بالقضية كذا وكذا، واكتم علي) يعني كلام شيخ الإسلام فيه.
قلت: وليعلم أن أهل السنة والجماعة لا يعوِّلون على المنامات في جميع الأحكام الشرعية، وإنما يعولون على (قال الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابة رضي الله عنهم).
ولكن هذه رؤيا حق أرشده فيها إلى حَيِّ حاضر أهلًا لذلك لأنه عالم البلد وقاضيها، كما قد حصل ذلك، ولا يبعد أن يكون هذا من كرامات الأولياء، والحمد لله رب العالمين.
ومن لطف الله تعالى بالشيخ الخريصي في مرض موته: أن الله رحمه فلم ينزعج للمرض، فلم ينقل المستشفيات، ولا غرف الإنعاش، ولا سافر للخارج ولله الحمد، بل صبر للمرض في بيته، وفي الآخر قد أسندوا له