للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البرقية والقرش والريال]

إذا بغي الملك عبد العزيز شيئًا فهو ذو رأي، ورأيه ليس كرأي الناس بإذن الله، بل هو يعيد النظر، في موضوع البرقية تسأل الناس وقالوا: البرقية! وما البرقية! وقال الشيخ عبد الله بن سليم يا ناس خلوا ابن سعود على حاله واتركوا له موضوع البرقية.

ثم إن الملك عبد العزيز فهقها (١) سنة وحطها في السنة الثانية، وليس هذا الموضوع فقط، بل إنه بدل القرش ثم بدل الريال، وما كنا نحسب أن يجيء الريال على هذا الشكل، وكنا نقول إن ما لديه من المال لا يكفي لتغيير الفرنسي كله، ومن أين له المال الذي يقابله، ولكن ولله الحمد جاء الريال العربي وساد بإذن الله لأن الملك عبد العزيز مبروك ونيته طيبة، فكان موفقًا في الدين ونشر الأمن والعلم والمعلمين والمكائن، كل أعماله طيبة.

[خاتمة]

وفي نهاية الحديث علقت مجلة الدارة عليه بما يلي:

عندما وقفنا لوداع المتحدث الكريم حمود بن مشيقح كانت قلوبنا ما تزال تحبذ أن يطول بنا الجلوس لنستزيد من حديثه اللطيف، فقد كان كالذي يقطف وردة من هنا وأخرى من هناك من حديقة كبيرة غنية نبتت منذ مطلع القرن، واستمرت تعطي من كل لون بهيج.

والمتحدث الكريم عافاه الله ومتعه بالصحة أفاض علينا من وقته وفضله رغم وطأة السنين ودبيب العمر المديد في الأوصال، وطبع في نفوسنا عميق الأحاسيس المتوهجة بالشكر والامتنان له ولجيله من الرجال الأفذاذ الذين بذلوا،


(١) قهق سنة، أي أخر وجودها سنة.