الوثيقة من التلف وهو في الغالب لا يقرأ ولا يكتب أودعها عند أحد المستقرين في البلدة ممن حالتهم المالية جيدة، بحيث لا يحتمل أن يهاجروا منها.
وأكبر مثال على ذلك ما عرفته شخصيًا من الشيخ فهد بن عبيد العبد المحسن فقد رأيت عنده زنبيلًا كبيرًا مليئا بالوثائق المهمة، وذلك في عام ١٣٦٥ هـ وأخبرني أنها من عهد والده، لأنه قارئ والناس يثقون به وبفطنته، بحيث إن بعضهم إذا أراد الرجوع إلى الوثيقة طلبها منه، وبعضهم يموت ولا يخبر أولاده بها، فتبقى عند عبيد العبد المحسن، وبعده تحولت إلى ابنه الشيخ فهد العبيد.
ولكن الشيخ فهد أخبرني أنه ضاق بها وأنه بدأ يعطي كل من ذكر اسم أسرته من وثيقة يعطيه إياها ولو لم تكن خاصة به، ويقول هذا أفضل من بقائها عندي.
ورغم ذلك كله فقد حاولت أن أجمع كل ما قدرت عليه خاصا بهذه الأسرة وأكثرها مذكور في الكلام على فروع الأسرة الذين ذكروا في الوثائق.
[أول الأمراء من بني عليان]
قلنا: إن المراد بذلك الأمراء الذين تولوا الإمارة، ونوه بها المؤرخون والإخباريون، من تلك الأسرة من أمراء وحكام مع ملاحظة أن كثيرًا من الشخصيات البارزة فيهم غير الأمراء لم تذكر، بل لم ينوه بها أحد لقلة الكتابات التاريخية، وعدم الاحتفاظ حتى بإشارة من الإشارات إلى بعضهم، ولكن الإخباريين - بكسر الهمزة - نسبة إلى الإخبار بالشيء وليس الأخبار بفتح الهمزة جمع خبر، يكونون أشاروا إليها بإشارات عابرة، ونحن لا نملك هنا إلا أن نورد ما وصلنا من معلومات وما استنتجناه منها مفرقين بين ما سمعنا منها بنصه، وما استنتجناه من تلك الأخبار.