وكان والد الأسرة عبد العزيز بن حمود بن مشيقح يبذل مساعدات للأجانب الذين في ذلك المسجد وكان من جملة الذين يدرسون على الشيخ عمر بن سليم بعد صلاة العشاء الآخرة في بيتهم وجد واجتهد حتى نال الثقة من والده وإخوانه بحيث كان هو صاحب الدفاتر والصندوق المالي وقبيل وفاة والده فقد بصره وأسف والده لذلك أسفًا شديدًا، ولكنه موضع التقدير من أهله ومن أمته وأهل بلده، ولما أقعد كانت الملوك من آل سعود كالملك فيصل والملك خالد والملك فهد يتناوبون في بيته للسلام وزيارته إذا ما قدموا إلى القصيم، وكان بالرغم من كونه محمولًا في محمل ويسعى بين المروة والصفا راكبًا عربة ولم يمنعه أن أسن وكبر وثقل عن حضور الجمع والجماعات فكانوا يذهبون به إلى المساجد على عربة وكان صابرًا ومحتسبًا.
ولما أن علم الله حسن نيته رزقه من إخوانه وأبنائه وأبناء إخوانه حسن عناية فكانوا ينتابون زيارته كل ليلة بعد العشاء الآخرة ويجتمعون به ويتبادلون الحديث معه، وكان راوية للقصص وذا خبرة بالتاريخ عن وعي ومعرفة أضف إلى ذلك أنه كان بصيرًا في أمور دينه ومواليًا لأولياء الله ومعاديًا أعداءه في حسن معتقد ولين معركة مع الكبير والصغير وما زال على الاستقامة حتى وفاه أجله المحتوم في يوم الجمعة ١٣/ ٦/ ١٤٠٩ هـ فصلى عليه المسلمون بعد صلاة العصر وحضر للصلاة عليه خلق كثير وجمع غفير في الجامع الكبير ببريدة وشيعة إلى قبره ومثواه الأخير (١).
[كتاب عن حمود بن عبد العزيز المشيقح]
ألف ابن حمود المشيقح وهو عبد العزيز بن حمود المشيقح كتابًا ترجم فيه والده عنوانه:(الشيخ حمود بن عبد العزيز المشيقح) رحمه الله طبعه في عام ١٤١٢ هـ في ٣٣ صفحة، على الآلة الناسخة.
(١) تذكرة أول النهى والعرفان، ج ٧، ص ٣٧٦ - ٣٧٧ (الطبعة الثانية).