للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجديًا - أو قال: إن الأمة التي تتعلم نساؤها ونقصد بلا شك التعليم الصحيح المثمر - فلا محالة أن تدفع رجالها إلى التعليم وأن تعد شعبا متعلما - أو قال إن من أظهر الأسباب في انحطاط المسلمين وتأخرهم عن الآخرين وعجزهم في كل الميادين هو المرأة - أو قال إن الأمة التي يتعلم نساؤها دون رجالها لأفضل من الأمة التي يتعلم رجالها دون نسائها - أو قال: علموا المرأة ثم أملأوا أنفسكم بالثقة والأمل ولا تخشوا بعد تعليمها شيئًا لو أن قائلًا قال: هذا كله أو قال بعضه لما قال له العاقلون: أخطأت، فهذا الذي ذكروه إذن هو برهان علي وجوب تعليمها لا على وجوب جهلها (١).

[رأيه في الاختلاط]

وهو يحبذ الاختلاط ويرى له فعل السحر في الحياة العامة ووجود المرأة في المصانع والمتاجر والمعاهد والنوادي والمستشفيات يشيع النشاط الروحي والعقلي والقلبي لأنها تلهب أجهزة الحياة وتبعث فيها الحرارة والحركة والقوة وتزيل عنها السام والكسل والركود والجمود، "للمرأة حقيقة باطنة في ذهن الرجل وتصوره، وكذلك للرجل في ذهن المرأة وتصورها، وهنا توجد خصومة حادة قديمة مستمرة بين الجنسين لا تهدأ ولا تخف، فكل منهما يريد افتراس الآخر والإيقاع به قبل أن يصنع به خصمه ذلك، وكل منهما يواجه الآخر على هذا النحو من الخوف والحذر والريبة والتربص، وكل منهما يعمل على تعجيز الآخر وقهره وإضعافه، فما هي أسباب ذلك؟

إن أسبابه - أو من أعظم أسبابه - هو ما يوجد بينهما من تباعد وعدم اختلاط حقيقي صريح، من أجل الظن أن الاختلاط والتقارب يوقعان في الفساد والمنكر.


(١) هذه هي الأغلال، ص ٩١ - ٩٢.