أسرة من أهل بريدة، عريقة فيها، وقيل: إنهم أو بعضهم كانوا من أهل الخضر أحد خبُوب بريدة الجنوبية، وأنهم تفرقوا منه إلى نواحي بريدة.
عرفت الشيخ صالح بن محمد الفضل تاجرًا في مكة المكرمة، وهو من (الفضل) هؤلاء مولود في بريدة، فكان إذا جاء من مكة نزل في بيت لهم ملاصق لسور بريدة من جهة الغرب، وهو السور الذي بناه صالح الحسن المهنا بعد وقعة البكيرية التي حدثت في عام ١٣٢٢ هـ.
وقد عجبت من ذلك مع أن الذي خلف السور في ذلك الوقت كان مكانًا غير نظيف، لأن أهل المزارع من أهل الخبوب وغيرهم يجمعون فيه السماد الذي يحصلون عليه من البيوت في بريدة هناك حتى إذا اجتمع بعضه إلى بعض نقلوه إلى مزارعهم.
وكنت أعجب من سكناه هناك مع أنه رجل على غاية النظافة في بدنه وثيابه، بل إن ذلك كان لافتًا للنظر.
وبعد أن كبرت وكان الرجل صديقًا وجليسًا لشيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد فجالسته، وتغديت عنده مرة أو مرتين مع شيخنا في بيته في مكة المكرمة، فسألته عن السبب في ذلك؟ فأجاب لأن هذا البيت يقع في أرض قديمة كانت لأجدادنا قبل أن يبني السور.
وعلمت بعد ذلك من بعض الناس أن الأرض تلك كانت واسعة، وأنها كانت الفضل قبل أن يبيعوها حتى إن مسجد المشيقح في أرضه أو فيما حوله صبرة للفضل.
و(الصبرة) كما سبق تعريفها هي عقد الإيجار الطويل المدى مثل مائة سنة، أو مائتين، وهذا أكثر ما بلغنا من زمن الصبرة في بريدة، إلا ما ندر، أما في عنيزة