للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجأة مر رجل راكب جمله وقال: يا ملَّا، إلحق (اتبعني) وكنت أعرف هذا الرجل صاحب بضائع ومعاملات معي ومع غيري من البائعين.

فقلت للزبائن: هيَّا اخرجوا من دكاني، قالوا: خذ حسابك خلصنا منه، قلت لهم من عنده لي حساب فقد أعفيته منه وأنتم في حل مني، فرح الزبائن بهذه المكرمة من المُلَّا، وأعادوا نقودهم إلى جيوبهم.

وأغلق المُلَّا دكانه ولحق بالرجل خارج المدينة، جلسا تحت شجرة في أحد الأودية القريبة من المدينة.

وبعد السلام والاستراحة، قال الرجل للملَّا: أنا البارحة جالس في أحد الأودية وأنا في طريقي لمدينتكم، إذ وجدت هذا الشي الذي معي الآن فأخذته وقلت في نفسي هذا رزق من الله ساقه لي فأحببت أن تشاركني في هذا الرزق وتبيعه، وقيمته مناصفة بيني وبينك، فقلت له بلهف ولعابي يسيل، هاته أين هو؟

فقام الرجل وأحضر مزودته، وبدأ يخرج منها أواني المطبخ وفي أسفلها سحب كيسا وأخرجه ثم صار يفك عقدة بعد عقدة، وأنا أنظر إليه وآمره بسرعة فك الكيس لأرى الرزق، وعندما فتح فم الكيسه رأسًا على عقب خرجت منه قنافذ راحت بعد فكها من الكيس تتفرق يمنة ويسرة هاربة وتريد شم الهواء.

يقول المُلَّا فقفزت قفزة لم أقفزها في شبابي من الخوف مما رأيت، خفت أن يكون معها ثعابين (١).

قال سليمان بن إبراهيم أبو طامي:

مشاجرة بين المُلَّا وقط:

يقول أبو ناصر: كان لدينا قط مضايقنا في معيشتنا، كل ما نحضر لحم


(١) سواليف المجالس، ج ٢، ص ٢٨ - ٢٩.