للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحلول القطيعة فيهم، نعوذ بالله من موجبات سخطه (١).

[مواقف عبد العزيز بن محمد]

وربما صح القول بأن عبد العزيز بن محمد أوقفه غيره فيها أي أن غيره جعله يقف فيها، وإذًا يكون البحث في رد فعله عليها، وماذا قال فيها وماذا قيل له؟

وتلك المواقف ذكرها المؤرخون وبخاصة المؤرخ عثمان بن بشر وهي تمثل وجهة نظر واحدة في الموضوع، إذ لم نجد رواية لها من الجانب الآخر الذي هو جانب عبد العزيز بن محمد ومن كان معه، وليس معنى ذلك أننا نقول: إنها غير صحيحة، وإنما معناه أنها من جانب واحد، أوردناها هنا استكمالًا لما ذكره المؤرخون عن شخصية الرجل، ورد فعله على بعض الأحداث، ورد فعل القيادة السعودية آنذاك على فعله أو أفعاله، وسوف نسردها من دون تعليق، لأنه ليس لدينا ما ننقله عن الإخباريين فيها، إذ هي جرت خارج منطقة القصيم، ولم يتيسر من ينقلها أو ينقل مقابلها للإخباريين من أهل القصيم.

قال ابن بشر في حوادث عام ١٢٥٩ هـ بعد كلام عن خروج ابن ثنيان إلى نجد وهو معارض للإمام فيصل بن تركي، قال:

رحل ابن ثنيان من الخفس ونزل أرض سدير، فوافاه رسل عبد العزيز بن محمد رئيس بريدة يستدعوه إليه، وأعطاه العهود والمواثيق أنك تقبل إلينا ونحن لك سامعون ومطيعون، ومعك محاربون، وسبب ذلك أن بين أهل القصيم وابن رشيد العداوة العظيمة والدم المنثور، فظن أنهم إذا صاروا يدًا واحدة مع هذا الشجاع المطاع، أدرك الثأر ويأبى الله إلا ما أراد، وهو بصير بالعباد.

فلما نزل ابن ثنيان بلد المجمعة وافاه رجل من عبد العزيز يستحثه ويعجله لأنه بلغه أن فيصل رحل من الجبل ونزل الكهفة الماء المعروف،


(١) عنوان المجد، ج ١، ص ٢٧٢ (الطبعة الرابعة).