عشيرته التي معناها أنه في منزلة بين منزلتين من عشيرته، فإنه كان على خلاف أكثرهم عريقًا في الإمارة، بل هو سليل أميرين جليلين منهما.
قال ابن بشر:
وكان عبد العزيز بن محمد رجلًا من أوسط عشيرته وليس له قبل ذلك قوة ولا شهرة، ولكن الإمام تركي قدس الله روحه اختاره واستعمله أميرًا في بريدة لأن أباه وجده أهل صدق مع المسلمين، وقتل جده مع المجاهدين في موقعة مخيريق.
فلما استعمله كف عنه عشيرته ومن أقواهم وأمضاهم محمد بن علي الشاعر المشهور أمر عليه الإمام تركي يرحل معه إلى الرياض خوفًا منه على عبد العزيز، فأقام محمد بن علي في الرياض مدة سنتين ولم يأذن له تركي يرجع إلى بريدة حتى قوي عبد العزيز وكثرت أمواله واشتدت قوته وقويت شوكته ورجاله، ويعد منظومة جعلها في الإمام تركي وشفاعات من رؤساء المسلمين فترقت بعبدالعزيز الأحوال، وبلغ غاية الآمال.
هذا وعين الإمام من دونه ومن وراه، خوفًا عليه من سطوة أعداه، فإن عشيرته من أشرار العشائر وأقطعها للرحم وأقدمها على اقتحام الكبائر، فإنه لما كانت البلدان فلت وزال عنها الحكم وانفلت، صاروا أشر أهل نجد بعضهم على بعض، ويسهل عليهم العهد والنقض، يتقاطعون الأرحام ولا يدارون عواقب الآثام، فمن جراءتهم واعتدائهم وسوء فعالهم أن رشيد الحجيلاني صعد على عبد الله بن حجيلان في سطح بيته وقتله، وقد أعطاه قبل ذلك العهد، ثم حصروا رشيد في بيته وأوقدوا عليه النار والبارود حتى مات ومن معه، ثم صدروا للفارس الشجاع سليمان بن عرفج وقتلوه بالسيوف في وسط السوق، ثم حربة السنان من محمد آل علي الشاعر أثبتها في فهد بن مرشد حتى ثبتت في الجدار من وراه، فما أخذوها حتى مات، ثم ذلك الشجاع محمد بن علي (العرفج) قتلوه عند باب داره فهذا شيء يسير في وقت قصير من سيرة هذه العشيرة بينهم،