للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي]

العقيلات قوة كبيرة، كانت نجد مسرحًا للحوادث والاضطرابات، وكذلك القحط، خرج رجال من نجد واستقروا في العراق - بعضهم سكن في الزبير وبعضهم في السماوة وفي سوق الشيوخ، وبعضهم في الخميسية، استقر البعض في الكويت وبعضهم ذهب إلى البحرين، كل هؤلاء لم يطلق عليهم عقيلات، إنما أطلقت هذه التسمية على الذين أقاموا في بغداد، اختص باللقب من سكن شمال العراق الذين استعان بهم العثمانيون ضد البادية، شعار الدولة العثمانية كان الطربوش، وشعار هؤلاء الغترة والعقال، ولهذا سموا بالعقيلات أهل العقال، إخوانهم في جنوب العراق لم يعرفوا بالعقيلات فلماذا؟ لا جواب سوى أنهم كانوا قوة لها شعارها وهو العقال، بعض العقيلات حمل لقب باشا حين عمل مع العثمانيين.

أشهر عقيلات العراق الروافوالخضيري والدخيل والعجمي، عمل العقيلات بحمل البضائع بين الزبير والبصرة والموصل وبغداد وحلب، ولهم طريق معلوم وقاموا بالتجارة دون خمول، من أشهرهم أيضا محمد العبد الله البسام كان معه عام ١٣١٨ هـ مائة رعية من الإبل، والرعية تتراوح بين السبعين والمائة رأس.

من العقيلات المشهورين كذلك محمد بن أحمد الرواف، وفوزان السابق، وعيسى الرميح، هؤلاء كانت لهم أموال كثيرة شيء يخصهم وشيء يخص غيرهم، كانوا أمناء وثق فيهم الناس يعرفون الحلال والحرام أكثرهم أميّون لا يكتبون ولا يصدرون إيصالات، يتعاملون مع الناس لمصلحتهم ومصلحة الناس، وذلك على نظام المضاربة: لصاحب (الحلال) الثلثان وللعامل الثلث، من كثرة تعاملهم مع الناس لا يطلب منهم صاحب المال مستندًا أو وثيقة.

في العراق كان هناك محمد الجعفري، وهو من أكثر تجار بغداد تعاملًا مع العقيلات، وداود السليمان الشبلي، وكلاهما من نجد أصلا، ولكن صارا