وفقير جاء يشكوك الحنين ... وخطاه مثقلاتٌ بالسنين (١)
سائلًا عنك جموع الحاضرين ... أين بحر الجود قلب المؤمنين؟
فأجابته الرزايا والعيون ... أسرعت قبلك ساعات المنون
فبكى يندب حال المُضعفين ... وتولى حاملًا خُفي حنين
أيُّها الطاعن قل للبائسين ... قولة الصدِّيق في فقد الأمين
كُلُّ من يُرجي من الناس يبين ... وإله الخلق حيٌّ لا يَبين
وهذه القصيدة العامية الموجهة إلى عواد بن شعيب الرويلي من أهل صوير في جهة الشمال حيث كان المحيسني انتدب للتدريس هناك:
[ريحانة النادي]
إهداء إلى شاعر صوير الكبير قلبهم النابض بأحاسيسهم ولسانهم المعبر عن مشاعرهم في الكثير من محافلهم الشاعر عواد بن شعيب الرويلي:
إذا شفت الفرح يزداد ... وفاح العطر والكادي
عرفت أن بينهم (عواد) ... وهو ريحانة النادي
قصيده عذب ولو ينعاد ... حرام فوقه الزادِ
معان الدين له تنقاد ... ويذكر عز الأجدادِ
ومره ضحك ومره جاد ... ومره يطرب النادي
ولا كل من كتب قصاد ... ولا كل من لحن حادي
أنا باطلبك ياعواد ... طلب واحد به اسعادي
طلبتك يا وفي الزاد ... واهلك قروم واجواد
(١) كنا في مجلس الشيخ في صباح يوم الخميس الذي توفي فيه رحمه الله، ودخل ذلك المسن على عادة المحتاجين قبل أن يعلم بوفاته وتعجب من بكاء الحاضرين فسأل عن الشيخ وأخبروه الخبر فلم يتمالك نفسه ووقع على الأرض وهو يضرب رأسه ويتمتم يا خسارة .. يا خسارة .. ! ! فهيج المشاعر وكان سببًا في هذه الأبيات (إنتهى كلام الناظم).