للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدرازي ويثبت أن هذا الإنسان الجبار لم يتخلل إلى قلبه اليأس - حتى بعد أن فقد بصره وأصبح هيكلًا عظميًا بلا لحم، وهذا الدليل سوف أورده بالفصل القادم الذي هو خاتمة هذا الكتاب.

وقد توفي صاحب الترجمة في عام ١٣٤٣ هـ - وشيع جثمانه من السجن إلى مثواه الأخير.

وهكذا انتهت حياة العوني الذي كانت زاخرة بالعبر وحافلة بالحوادث - وطافحة بالمغامرات، ومشحونة بخوض المعارك الحربية أحيانًا، واقتحام معمعة المعارك السياسية.

انتهى كلام الأستاذ فهد المارك - رحمه الله.

[شعر العوني في غير الحرب السياسة]

العوني شاعر مطبوع بمعنى أنه يقول الشعر من غير تكلف، ولذلك كان من الطبيعي أن يوجد له شعر في أغراض مختلفة، وإن كان هواه وميله إلى الحرب السياسية، ولذلك أكثر قصائده هي في الحروب السياسية.

وقَلَّ أن تحدث معركة أو مسألة سياسية مهمة في قلب جزيرة العرب في النصف الأول من القرن الرابع عشر إلا يكون للعوني فيها شعر.

وقد ذكر الأستاذ فهد المارك أن العوني حضر ٥٤ ما بين معركة وغزوة.

أقول: ذلك نجد شعره في غير ميدان الحرب السياسية قليلًا، وإن كان موجودًا يتمثل ذلك أو بعضه فيما يلي:

قال في أحوال الدنيا:

ألم ترا دنيا تزايد جفاها ... ركبت على حرب النشاما اشهرها

عادت هل الشيمه وذامن اعداها ... وصافت هل الخيبه ووشايا باثرها