١ - الطور الأول: طور الثقافة الأزهرية والعقيدة السلفية وينتهي عام ١٩٤١ م.
٢ - الطور الثاني: طور التحرر الفكري - ١٩٤١ - ١٩٤٦ م.
٣ - الطور الثالث: طور الانفجار بعد سنة ١٩٤٦ م.
[الطور الأول طور الثقافة الأزهرية والعقيدة الوهابية]
في هذا الطور كان القصيمي ينافح عن سلفية الفكر والعقيدة والحياة والشعور، ويكتب كما يكتب السلفيون وبالأسلوب الذي يرتضونه، وكان يقدس الصحابة ورجال الدين - ويضع نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم في المقام الأعلى من مراتب البشر والمرسلين، ويصفه بالطهر والنقاء والصدق والأمانة، إذ لم يستطع التاريخ أن يحفظ عليه غلطة أو كذبة أو جريمة، حتى ضرب به المثل في الطيب والصلاح والاستقامة، وحتى سماه قومه بحق (الأمين) وكان يشيد بقوة عزيمته وثباته وتحمله الأذى في سبيل أداء رسالته وعفوه عن المسيء حتى ضرب للإنسانية أروع الأمثال في التسامح والعفو - في الثبات على العقيدة والمبدأ الحق في مناهضة الباطل والضلال ثابتا أمام هذا البلاء المستطير العنيف، ثبوت الإيمان القوي أمام الكفر، فلا أثبت من الإيمان القوي ولا أقوى منه على منازعة الشر والاضطهاد وأثبت له المعجزات التي بلغ عددها ألفين على بعض الروايات - وثلاثة آلاف في رواية أخرى.
ولم تكن لهجته في تمجيد الصحابة تقل عن لهجته في تمجيده النبي الكريم، وقد تصورهم ملائكة في صور البشر يقول: (خرج محمد عن الدنيا مخلفًا وراءه أولئك الجنود - أولئك الملائكة في صور الناس، لا أقول الملائكة، فليس هناك أفضل من أن أقول: مخلفا أولئك الصحابة، فما في الألفاظ لفظ يشرف على لفظ الصحابة بعد الله ورسله، خلف وراءه الصحابة الأبرار بعد أن هذبهم بمدرسة السماء بمدرسة النبوة