ومنها رأيت عجيبة في النوم وهي أني رأيت في النوم كأني جالس ومعي حبل طرفه في يدي وطرفه الثاني متصل في نجم من النجوم ما أعرفه وهو إلى جهة القبلة ثم إنه سار يمشي حتى غرب في مغيبه ثم إن الحبل الذي في يدي انقطع حال غروبه ثم إنه طلع نجم إلى جهة المشرق لكنه نير جدًّا ثم صار فيه حبل من جانبه مثل جوهرة طرفه في يدي والطرف الثاني متصل بالنجم واسم النجم الذي أنا قابض على زمامه المشترى ثم إني أجره إليَّ وهو في المشرق فيسير سيرًا سريعًا إلى وسط السماء فلما توسط في السماء استيقظت من نومي متعجبًا فأولته على رجل عاقل، فقال العلم والنجم الذي غاب الجهل بحيث إنه مجهول، وأولته عند رجل ثانيًا فقال ولد يصير عالمًا لأنك قابض على ذكرك حال كونك تجره والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
[ذكر عجيبة رأيتها في المنام]
وهي أني رأيت كأني في بَرَّيَّة فإذا سور حائط فدخلته من بابه وإذا فيه بركة طولها عشرين ذراعًا وعرضها عشرين ذراعًا وهي مربعة وعمقها كأني أرى أن مالها عمق يعني ما لها قاعه وكأنها في زيادة من الماء لكن زوده يجيه من تحتها وكأنها تسفح من الجهة التي أنا فيها واقف.
ثم إني رحت إلى الجهة الثانية فسفحت من الجهة الثانية ووقفت من الجهة الأولى ورحت إلى الجهة الثانية، فسفحت من الجهة الثانية، ووقفت من الجهة الأولى إلى الجهة الثالثة، فسفحت من الثالثة، ووقفت الثانية ورحت من الثالثة إلى الرابعة فسفحت الرابعة ووقفت الثالثة فنظرت وإذا في الجهة الرابعة ساقي وإذا على الساقي نخل فراخه على حد الطلع فجلست على ذلك الساقي وشربت واستيقظت وأنا أشرب فأولته على رجل عاقل فقال العلم أتيته من كل جهاته ولزمت تلك الجهة مع أنك لم تفلس من جهاته كلها بحسب ما فاض إليك من الماء من هذه الجهات والله أعلم بالصواب.