ذهب (درعان) في شبابه إلى الغوص في البحر في الجبيل عام ١٣٥٣ هـ، فلم يعجبه ذلك، بل لم يصبر عليه فهرب من البحر من النوخذا الذي لم يأذن له بترك الغوص، واختفى عند سالم السالم والد الشيخ الشهير القاضي علي السالم فأخفاه عن الذين يطلبونه وبقي عنده في بيته ثلاثة أشهر، ثم أعطى سالم أحدهم ثلاثة ريالات على أن يوصل (درعان) إلى صالح الباحوث الشاعر، وكان آنذاك في الرقيقة في الأحساء يبيع ويشتري بالإبل فرحب به الباحوث وعزم أناسًا من الجماعة، وقال: نبي نجمع لك من الجماعة من أهل بريدة، وقال لهم: هذا ولد محيسن الطويان نبي نجمع له أجرة يطلع بها يشوف أمه في بريدة، فامتنع درعان عن ذلك، وقال: أنا ما عندي دقاقين الأصابع أكد عليهم أي أنه ليس له أطفال في ذلك الوقت، أنا ما عندي إلَّا رقبتي، ولا ناب عجز أكد على روحي.
ثم نظم قصيدة في مدح الأمير عبد الله بن جلوي أمير الأحساء ولما أنشده إيَّاها قال له الأمير: هي من نظمك؟ قال: نعم.
قال: سمعنا غيرها فأسمعه قصيدة ثم قال: وثالثة، فأسمعه إياها.
فقال الأمير ابن جلوي: تعال لي باكر.
وجاء إليه من الغد فأخرج ابن جلوي من تحت سجادة كان يجلس عليها كيسًا فيه خمسون ريالًا، وقال: اعذرنا يا وليدي، اليوم الأمور ما هيب علي الهوى، وإلا ما هذا قدرك.
وهي مبلغ كبير، ولم يخرج (درعان) بهذه النقود الخمسين إلى بريدة وإنما اشترى بها حمارين من حمير الأحساء الكبيرة، وكان رجل من أهل الطائف جاء للإحساء يبحث عن حمير مثلها فذهب درعان معه إلى الطائف