أسرة صغيرة من أهل بريدة عرفت منها امرأة فصيحة اللسان، جسورة على الكلام تسكن في بيت في شرقي بريدة القديمة تعرف باسم (غَلْثه) وهو مؤنث غلث.
واشتهرت هذه بأنها تربي اللقطاء، وهم الأطفال الذين تنبذهم أمهاتهم حين ولادتهم لأنهم يكونون لغير رشدة، فيتولى القاضي البحث لهم عمن يقوم بتربيتهم، ويعطيه مقابلًا لذلك ما قد يتوفر عنده من مال غير محدد بوقت ولا بمقدار ثابت.
وأحيانًا إذا كان القاضي ليس لديه مال لهذا الغرض فإن أرباب المال الذين عندهم زكاة على أموالهم قد يعطون من يربي اللقطاء شيئا من ذلك جزاء على تربيتهم، و (غلثة) هذه معروفة بذلك.
ومنهم سالم الغلث ذكر له الأستاذ ناصر العمري قصة، فقال:
رجل لا يريد من الخير إلا دفع الشر:
سالم الغلث شاب من أهل القصيم كان يعمل سائق سيارة تابعة لإدارة سيارات الخاصة الملكية بالرياض، كلف بالسفر بسيارته برحلة برية مع أمير من الأمراء وبقي أيامًا في رحلته ولم يرتكب خطأ في قيادة سيارته أو صحبته لذلك الأمير، لكنه الغلط، والغلط وحده أوقعه في جرم لم يرتكبه، فقد جاء مخبر لذلك الأمير يقول إن السائق يعمل بسيارته كذا وكذا، ولا يحافظ عليها في الطرق، فأمر الأمير بإحضاره لتأديبه وذهب رجل ليحضر السائق مرتكب الخطأ لكنه وقع في غلط فقد أحضر سالما الغلث بين يدي الأمير ولم يكن هو