للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عبد العزيز بن حمود المشيقح]

هذا الرجل هو أكثر الأسرة شهرة في وقته، بل هو أشهر تاجر ثري في القصيم في وقته، بل ربما جرؤ المرء على أن يزعم أنّه أكثر تاجر في نجد شهرة وأوسع التجار تعاملًا، بمعني أن نقوده وماله كان يتداولان سواء بواسطة تجار آخرين أو من المشيقح أنفسهم، وهو إلى ذلك طالب علم معروف يحفظ كثيرًا من كتاب الله عن ظهر قلب، ولا يكاد يفارق حلق الذكر، وسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء أكان يذهب إليها في المساجد أم هي تأتي إليه، إذ بعض طلبة العلم والمشايخ كانوا اعتادوا أن يذهبوا إليه في كل ليلة أو في أكثر الليالي يجتمع عليهم أبناءه وأحفاده يستفيدون منهم ويترك بابه مفتوحًا ليدخل من أراد من الجيران وغيرهم.

فينعمون بسماع الأحاديث النبوية والفوائد العلمية ومعها الشاي والحليب والقهوة المفعمة بالهيل.

ويكون مع ذلك في الشتاء الدفء من الحطب الجزل كما يكون معه في الصيف الماء العذب المبرد في القرب - جمع قربة - وبخاصة إذا كانت شنة أي قديمة فإن ماءها يكون أبرد.

وقد رزق عبد العزيز الحمود المشيقح حظًّا لم ينله غيره من النّاس في وقته، إذ اجتمع له الغني العريض حتى كان أغنى أهل القصيم في وقته على الإطلاق، وحتى صار يضرب المثل به، وبأبنائه في الغني حتى في البلدان التي هي خارج القصيم.

ورزق إلى ذلك وجاهة ومنزلة رفيعة عند الحكام حتى صاروا يكاتبونه ويطلعونه حتى على خفايا بعض الأمور كالكتاب الذي أرسله إليه ولي العهد الأمير - آنذاك - سعود بن عبد العزيز يخبره فيه عن تفاصيل وقعة السبلة التي