وكان من أثرياء الجاسر المشهورين الذين ترددت أسماؤهم في الوثائق والمبايعات في بريدة عبد الكريم بن جاسر بن منصور، فكان يداين الفلاحين بمبالغ كبيرة، وكان إلى ذلك يشتري العقارات سواء منها العقارات الكاملة المستقلة أو الأجزاء من العقار.
ففي وثيقة دليل على كثرة دينه على أحدهم واسمه (عبد الله السليمان) من أهل التنومة وتقول: إنه صح الحساب الذي لعبد الكريم الجاسر في ذمة المذكور بأنه ألفان وستون صاع حب، المراد به القمح، وهذا مبلغ كبير بالنسبة إلى الثروة في نجد في ذلك التاريخ الذي هو أول العقد التاسع من القرن الثالث عشر ويساوي ذلك الآن نحو ستة آلاف وثلثمائة كيلو.
ولكن ليس ذلك هو كل الدين الذي لعبد الكريم الجاسر على المذكور بل إن عنده أيضًا لعبد الكريم سبعة وخمسين ريالًا (فرانسة) بطبيعة الحال.
وقد كتب الوثيقة الكاتب الذائع الصيت في ذلك الوقت عبد العزيز بن علي آل سالم من أسرة السالم المشهورة، وسوف تأتي ترجمته هناك.
ومن الوثائق الكثيرة التي اشترى فيها عبد الكريم الجاسر نخيلًا وعقارات هذه الوثيقة التي كتبها لأهميتها العالم الزاهد الشهير الشيخ عبد الله بن محمد الفدا، وكان الشاهد فيها عبد الله بن حمود الحسين من الحسين (آل أبا الخيل) وتتضمن أن سليمان الحامد بن طويان قد باع على عبد الكريم الجاسر مقطر نخل بخمسة وستين ريالًا.
وهذا مبلغ كبير، والنخل واقع في الصباخ، حيث يسكن (الحامد) أهل الصباخ الذين هم من بني خالد، خلاف الحامد أهل القصيعة الذين هم من بني تميم، وتاريخ الوثيقة في ١ شوال ١٢٨٣ هـ.