للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الفقيه]

اشتهر الشيخ محمد بن صالح السليم بتبحره في الفقه حتى سماه بعض المشايخ بفقيه آل سليم، فيكون المراد أنه فقيه الفقهاء من آل سليم.

وكنا ونحن نطلب العلم في المساجد على المشايخ نعرف ذلك حتى إذا ما عرضت مسألة فقهية معقدة أو مشكلة من مشكلات الأحكام سألناه عنها.

مع العلم بأنه كان قد عين قاضيًا في وقت مبكر من عمره فلم يكن يجلس معنا لطلب العلم، ولم نكن نقرأ عليه، وإنما كان يحضر مجالس الطلب إذا عاد من عمله إلى بريدة في عطلة أو نحوها.

وعرف أيضًا بأن لديه طائفة من الكتب الموقوفة على طلبة العلم التي كان يؤقفها بعض أهل الخير في أوقات لم يكن فيها الحصول على الكتب متيسرًا، ولو وجدت الكتب فإن أثمانها عند طلبة العلم لا توجد.

فكان القاضي - في الأحوال المعتادة - هو الذي تكون عنده تلك الكتب، ولكن القاضي يكون مشغولًا بالقضاء وبالتدريس لطلبة العلم، لذلك وجدت عند الشيخ محمد بن صالح السليم طائفة من أمثال تلك الكتب.

ولكنه كان يسافر لعمله خارج بريدة، وحتى إذا كان موجودًا فإنه ليس من السهل على طلبة العلم الوصول إليها، لذلك رأي الشيخ عمر بن سليم رحمه الله أن يخصص مبني في المسجد الجامع تجمع فيه تلك الكتب على هيئة مكتبة عامة يرجو أن تتغذى أيضًا بما قد يضم إليها من كتب.

وعندما أعيد بناء المسجد الجامع في بريدة عام ١٣٥٩ هـ على يد الشيخ عمر بن سليم نفسه، وبنفقة الملك عبد العزيز بني تلك المكتبة في الطابق الثاني من الركن الشمالي الشرقي في الجامع ولكنه فوجئ بمرضه الذي أمتد به فترة