والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قوام الدين، ولا صلاح للعباد في معاشهم ومعادهم إلا بالقيام به، والتواصي عليه، والصبر على ما فيه من المشقة، فإن العبد لا يكون من المؤمنين على الحقيقة، الموعودين بالرحمة، والفوز بالجنة، إلا إذا اتصف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع الإيمان بالله، وإقام الصلاة، كما ذكر الله ذلك في كتابه.
[خطر ترك الأمر بالمعروف]
ومتى ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسكت بعضهم عن بعض، استحقوا من الله المقت واللعنة، وحلت عليهم العقوبات، وضرب الله قلوب بعضهم على بعض، قال - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر قصة بني إسرائيل:(كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه أو قال الظالم ولتأطرنه على الحق أطرأ، ولتقصرنه على الحق قصرًا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم).
وقال - صلى الله عليه وسلم - (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه).
[المعاصي وأثرها في حياة الأفراد والأمم]
وأعظم عقاب حل بالمسلمين اليوم موت القلوب، وغفلتها عن عقوبات الذنوب، فكل ذنب معاقب عليه صاحبه في العاجل قبل الآجل، قال تعالى:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}.
ولكن الغافل لا يحس بالعقوبات المتتابعة، يرى العاصي سلامة بدنه وماله وهو غافل عن العقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة، فالمعصية بعد المعصية، عقوبة المعصية، زيادة في هذا عذاب الله، كما أن الحسنة بعد الحسنة، ثواب الحسنة.