وننتهي الكلام على أسرة الدباسي بحكاية أوردها الأستاذ سليمان بن إبراهيم الطامي وسماها (سالفة) وتتعلق بشعيل الدباسي.
قال سليمان بن إبراهيم الطامي:
[منصور الشريدة وشعيل الدباسي والحنشولي]
روي لي هذا السالفة الصديق علي بن إبراهيم العجلان، قال فيها:
كنا نعزب في البر (نجمع العشب أيام الربيع) وكنا مجموعة من العوائل، وأثناء جلوسنا على القهوة في أحد الأيام شاركنا المجلس ضيف، وفيما نحن نتجاذب السواليف، سالفة من هذا ... وأخرى من ذاك.
قال هذا الضيف: أريد أن أشارككم بسالفة حصلت لي في مدينة بريدة يقول راوي السالفة أبو عبد الله: رحبنا بسالفته وبدأها بقوله: نحن مجموعة من الحنشل نجوب الصحراء للبحث عن شيء نسرقه، إذ لمح لنا من بعيد مجموعة من العشابين، فقلت لأصحابي: أبشروا بالغنيمة، فاتجهنا إلى أولئك العشابين وهم يعشبون العشب لبيعه بالسوق، ففاجأناهم، فقلت لهم بصفتي قائد العصابة: ارفعوا أيديكم وسلموا ما معكم فورًا.
سلَّم الرجال ما معهم من أكل وهو عبارة عن تمر ودقيق وأقط، فقلت لهم بعدما استلمنا ما معهم: يوجد هنا غيركم؟ قالوا: نعم، خلف هذا الكثبان الرملي رجل لوحده يعشب ومعه دراهم في جيبه.
يقول الضيف في سالفته: سال لُعابي عندما سمعت الدراهم مع الرجل، وأيضًا لوحده! ! قلت لرفاقي الحنشل: اقبضوا على هؤلاء حتى أذهب لذاك الرجل وأحضره مع رفاقه وآخذ دراهمه بعدما أكبله.
ذهبت إليه وفعلًا وجدته منهمكا في جني العشب لا أرى إلَّا الغبار من خلفه، فاجأته من خلفه وقلت له على الفور: سلم الدراهم التي في جيبك واخلع ثوبك.