الضحى! ولا أعلم ما جرى لي بعدها، ولم أحس بحرارة الشمس، والآن الحمد لله عادت إليَّ روحي!
ويا إبراهيم ما رأيتني عندما ذهبنا من عندك ألتفت إليك عدة التفاتات، قال الوالد: بلى، رأيتك التفت عدة مرات واستغربت هذا منك.
قال حماد: سمعت صوت أمي تقول لي: يا حماد لا تروح، يا حماد لا تروح، صوت أمي الذي لا أنكره، ولكن خشيت أن أقول لك ما قالته أمي تضحك علي أنت ومعاونك محمد.
ولكن الحمد لله هذا شيء كتبه الله وجرى.
شكرنا الرجل الشهم الذي ساعدنا ودعونا له، وأكمل مروءته بمرافقتنا في الطريق حتى خرجنا من الصحراء المهلكة، وظلت ذكريات تلك الرحلة باقية في الذهن حتى يومنا هذا (١).
[عود إلى ذكر شخصيات الطامي]
الثالث من أولاد سليمان أبو طامي هو عبد الله ولد ونشأ في بريدة فامتهن مهنة الخرازة التي هي صنعة والده.
غير أن العمل في بريدة في الخرازة كان غير مربح في وقت من الأوقات فسافر هو وأخوه محمد وإبراهيم إلى حايل للعمل فيه، غير أنهم وجدوها كاسدة فيها وصادف ذلك مرور قافلة من تجار عقيل أهل بريدة بحائل في طريقهم إلى الشام فسافر عبد الله معهم.
ولما وصل إلى الشام وباع عقيل ما معهم من الإبل كانت الحرب العالمية الثانية قد قامت فعاد أكثر عقيل إلى بلادهم بما معهم من مال غير أن