نشرت جريدة الجزيرة في عددها المصادر يوم الأحد ١٦ جمادى الأولى عام ١٤٢٥ هـ كلمة بعنوان (دكتور الحرف حسن الهويمل):
معالم الإبداع، رموز لا يمحوها الزمن، ولا يشوهها تعاقب الأيام والأزمان، الإبداع رمز يقتفيه أهل الموهبة، وأصحاب النبل العطائي، وما من إنسان موهوب إلا ويشار إليه بالبنان وينظر إليه بعين الغبطة والبهجة، وإبداع الحرف، ورسم القلم إبداع لا يضاهيه إيداع، ولا يمثله إمتاع وموهبة حينما يخط البنان (المبدع) تتراقص من أجله الكلمات، وتبدع لناظريه العبارات، جمال في السبك، وروعة في الرسم، وتلك نعمة يمنها الباري على من يشاء من عباده.
إلا وإن من هؤلاء العباد دكتورنا الهمام، و (إمام) الحرف و (رائد) الكلمة حسن بن فهد الهويمل، وكأني أرى شهيد الكتب يصفق لإبداعه العظيم، ويقول لمخالفيه ألم أقل لكم إن العبرة بجمال الألفاظ وبراعتها، إن ما يشدني في مقالات الدكتور تضمينه الرائع لعبارات القرآن الكريم وتدبيجه البديع لأبيات الشعر الفصيح وترصيعه للمأثور بقدرة لا يستطيعها إلا الكبار وما (حسن) إلا منهم.
إن (التقازم) بكلِّ ما تحويه هذه العبارة من معنى ليحويني وأنا أسير عند مقالة من مقالاته فأدهش بالعبارة، وأعجب من اللفظة، وأطرب للمعنى وأوجه فكري صوب مقال من مقالاتي فيعروني الخجل، فالتحف الحياء، وما عساي إلا أن أعتذر بأنني مازلت في معالم الطريق الأولى، وفي بوابة المعرفة وفي عتبة مدرسة كبرى هي مدرسة الحياة، أجدني وأنا انتهي من مقالة للدكتور أحب أن أرجع إليها لأقرأها مرة وأخرى، فكأن مقالاته حسناء لا يمل الهائم بها من النظر، وكأنها عسل مصفى يزداد حلاوة كما قفلت إليه مرتشفًا.